تهدف الدراسة الحالية إلى الكشف عن مستوى القدرات الإبداعية والعملية والتحليلية بين طلاب الجامعة؛ حيث استكشاف حجم التفاوت بين هذه القدرات لدى الجمهور المستهدف بالدراسة، والفروق بين الجنسين (ذكور- إناث) في كل قدرة من هذه القدرات الثلاث بمكوناتها الفرعية، والمقارنة بين طلاب وطالبات الكليات العملية في مقابل النظرية، ومدى إسهام كل قدرة في التنبؤ بمستوى التحصيل الدراسي لدى طلاب الجامعة من الجنسين.
لتحقيق أهداف الدراسة، تم تطبيق اختبار ستيرنبرج للقدرات الثلاثية على عينة قوامها (312)، (74) من الذكور، (238) من الإناث من (8) كليات: (4) من الكليات النظرية، (4) من الكليات العملية. وكان متوسط عمر العينة 56,18، وانحراف معياري 73,0.
أظهرت النتائج اختلافًا في مستوى القدرات التحليلية والعملية والإبداعية للعينة الكلية؛ إذ تشير النتائج إلى أن مستوى القدرات التحليلية أعلى من مستوى القدرات العملية والإبداعية، كما تبين وجود اختلاف في مستويات القدرات الفرعية اللفظية والعددية والشكلية لقدرات الذكاء الثلاثي وفقًا للجنس والتخصص الجامعي. ولم تكن هناك فروق دالة بين الذكور والإناث في جميع القدرات الإبداعية والعملية والتحليلية ككل، وكذلك بالنسبة لمكوناتها الفرعية عدا القدرة الإبداعية العددية، والقدرة العملية العددية، والقدرة التحليلية العددية. وتبين أيضًا وجود فروق دالة بين طلاب الكليات العملية والنظرية في الدرجة الكلية للقدرات العملية.
وكشفت النتائج عن فروق دالة وفقًا للتخصص في القدرات الفرعية (لفظية، عددية، شكلية). وأخيرًا، بالنسبة للتفاعل بين الجنس والتخصص، فقد وُجد أن الاختلافات بين الذكور والإناث تظهر في سياق معين من الدراسة الجامعية، وليس العكس.
وتمت مناقشة النتائج في ضوء نظرية ستيرنبرج والدراسات السابقة.